مفهوم تمريض منزلي
تعريف التمريض المنزلي
تمريض المنزل هو خدمة متخصصة تهدف إلى تقديم رعاية طبية ودعامة شخصية للمرضى داخل بيئتهم المألوفة، حيث يمكنهم الاستفادة من الرعاية الصحية بدون الحاجة للانتقال إلى المستشفى. تتضمن هذه الخدمة تقديم دعم شامل للمرضى، تشمل إدارة الأدوية والرعاية الشخصية.
يمكن تعريف التمريض المنزلي على أنه تعاون يجمع بين رعاية مهنية مقدمة من ممرضين مؤهلين وزيارة المرضى في منازلهم. تعتبر هذه الخدمة بديلًا فعالًا للمستشفيات، خصوصًا للمرضى الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة أو أولئك الذين يحتاجون إلى متابعة طبية بعد الجراحة.
أهداف التمريض المنزلي:
- تقديم رعاية طبية متخصصة تلبي احتياجات المرضى.
- تحسين جودة الحياة للأفراد.
- تقليل الضغط والمخاطر المرتبطة بالإقامة في المستشفيات.
- دعم الأسر في توفير الرعاية لأحبائهم.
دور التمريض المنزلي في الرعاية الصحية
يمثل التمريض المنزلي جزءًا حيويًا من نظام الرعاية الصحية الحديث، حيث يقدم مساهمات كبيرة في تحسين نتائج الصحة العامة. في الممارسة الفعلية، يلعب الممرضون المنزليون أدوارًا متعددة، كل منها يتراوح بين الرعاية الطبية إلى الدعم النفسي.
أبعاد دور التمريض المنزلي تشمل:
- الرعاية الطبية: تقديم الأدوية والعلاجات المحددة بناءً على توجيهات الأطباء. مثلاً، للمريض الذي يحتاج إدارة السكري، يقوم الممرض بحساب الجرعات وتوجيه المريض بكيفية مراقبة مستويات السكر.
- توعية وتثقيف المريض: يعمل الممرضون المنزليون كمصدر معلومات، حيث يقدمون نصائح حول كيفية السيطرة على الأمراض أو تحسين نمط الحياة. على سبيل المثال، يمكن للممرض تعليم الأسرة كيفية إدارة التغذية السليمة للمريض.
- الدعم النفسي: بجانب الرعاية البدنية، يقدم الممرضون دعمًا عاطفيًا للمرضى وأسرهم. قد يكون الحديث عن مشاعر القلق أو الخوف أمرًا مهمًا في تحسين الحالة النفسية للمرضى. وجود شخص للطرف للتواصل معه يمكن أن يعزز من شعور الهدوء والاطمئنان.
- تقييم الحالة الصحية: يقوم الممرض بمراقبة تطورات الحالة الصحية للمريض وإجراء الفحوصات الروتينية، مثل قياسات الضغط والسكر. يعتبر ذلك جزءًا أساسيًا في تحديد أي تغييرات تحتاج لملاحظة عاجلة.
- تقديم الرعاية الشخصية: تشمل مهام التمريض المنزلي أيضًا المساعدات في الأنشطة اليومية مثل الاستحمام، تغيير الملابس، وتقديم الطعام. توفر هذه الأنشطة راحة وراحة للمريض في منزله.
إن أهمية هذا النوع من الخدمات تكمن في مرونتها، حيث يستطيع المريض الحصول على رعاية مستمرة داخل منزله دون الحاجة للتنقل. إن هذا ما يجعل حياة المرضى وأسرهم أكثر سهولة ويسر.
فوائد التمريض المنزلي:
- راحة بال: يتمتع المريض بجو منزلي آمن ومريح.
- توفير تكاليف الرعاية: يمكن أن تكون التكاليف أقل من تلك التي يتكبدها المرضى في المستشفيات.
- تقليل مخاطر العدوى: يتجنب المرضى التعرض للعدوى التي قد تحدث في بيئة المستشفى.
أمثلة شخصية: تظهر تجارب عديدة في المجتمع فوائد التمريض المنزلي بشكل واضح. فمثلاً، سيدة في الستين من عمرها تعاني من مرض السكري، عانت في البداية من صعوبة إدارة حالتها بمفردها. بعد تعيين ممرض منزلي، تحسنت حالتها الصحية بشكل كبير. أصبحت قادرة على متابعة نظامها الغذائي وأخذ أدويتها في الوقت المناسب بفضل الدعم الذي حصلت عليه.
إن التحولات التي يمكن أن تحصل عند تقديم خدمات التمريض المنزلي، ليست فقط على المريض، بل تمتد لتشمل الراحة والاطمئنان لأسرهم. إذ يتمكن الأهل من العودة إلى العمل وبالتالي لا يشعرون بالقلق بشأن رعاية أحبائهم.
تلخيصًا، يُعتبر التمريض المنزلي أحد الحلول الفعالة والمتطورة في مجال الرعاية الصحية. نظرًا لعصر السرعة والحاجة على توفير الخدمات الفعالة، أصبح وجود شبكة من المزودين والخدمات مثل الشروق كير في مقدمة الاهتمام لتلبية احتياجات المجتمع.
يُعتبر التوجه نحو التمريض المنزلي خطوة إيجابية تتماشى مع احتياجات المجتمع الصحية، مما يعكس حتمية التعامل بشكل شخصي ولطيف مع كل مريض وضمان حصولهم على أعلى مستوى من الرعاية المؤهلة.
فوائد تمريض المنزل
تقليل مخاطر الإصابة والعدوى
تعتبر واحدة من أبرز فوائد التمريض المنزلي هي تقليل مخاطر الإصابة والعدوى. إذ أن انتقال المرضى إلى المستشفى قد يعرضهم لمجموعة متنوعة من الأمراض والعدوى التي قد تكون غير موجودة في بيئتهم المنزلية.
عندما يتم تقريب المرضى من رعاية منزلية، يمكنهم تجنب العديد من المخاطر الصحية المرتبطة بالمستشفيات، كما أن مستوى التعايش مع الفيروسات والبكتيريا يصبح أقل بكثير. إليكم بعض النقاط الرئيسية حول كيفية تقليل مخاطر الإصابة:
- بيئة آمنة: توفر الرعاية المنزلية بيئة آمنة للمريض. حيث يجلس المريض في منزله حيث يشعر بالراحة والطمأنينة.
- رعاية مخصصة: مع تمريض المنزل، يتمكن الممرض من تقديم رعاية مخصصة وعناية صحيحة للحالة الصحية المحددة لكل مريض. وهذا يتضمن الالتزام بممارسات صحية دقيقة قد تحمي المريض من العدوى.
- الرعاية المستمرة: تتوافر المراقبة المستمرة للحالة الصحية للمريض، مما يجعله أقل عرضة للمضاعفات. يسهم المرقب في تحديد أي علامات غير طبيعية مبكرًا.
- تجنب الزحام: عدم الحاجة للانتظار في طوابير المستشفيات أو الاختلاط بالمرضى الآخرين؛ فما يتيح للمريض تجنب التعرض لعدوى محتملة.
مثال واقعي: لنأخذ مثلًا عائلة تعاني من مرض السكري عند أحد أفرادها المسنين. بعد إجراء التحاليل، كان من الأفضل توفير رعاية منزلية بدلاً من إدخال المريض إلى المستشفى، وذلك لتقليل مخاطر العدوى. بفضل الممرض المنزلي، استمر المريض في تلقي العناية الدائمة في بيته، مما ساهم في تحسين حالته بشكل كبير.
بالتالي فإن التمريض المنزلي لا يقدم فقط العناية الصحية بل يحمي المرضى من خطر الإصابة بالأمراض المختلفة.
تحسين جودة الحياة للمرضى
إن تحسين جودة الحياة للمرضى يعد من أهم الأهداف التي يسعى إليها التمريض المنزلي. فالقدرة على العيش في بيئة مألوفة تلعب دورًا كبيرًا في رفع الروح المعنوية والراحة النفسية للمرضى. إليكم بعض الجوانب التي تساهم في تحسين الجودة:
- حفظ الروح المعنوية: البقاء في المنزل يتيح للمرضى الاستمتاع بالراحة النفسية. إذ يشعرون بالقوة والأمان بسبب الروابط العائلية والذكريات المرتبطة بالمكان.
- اشتراك الأسرة: عند توفر الرعاية المنزلية، يتيح للأسرة التفاعل أكثر مع المريض ومراقبة تقدمه. يؤدي ذلك إلى تعزيز الدعم النفسي والعاطفي.
- تخصيص الرعاية: يستطيع المريض الحصول على الرعاية والتدخل الطبي بطرق تلائم احتياجاته الشخصية، مما يسهم في تحسين حالته الصحية ونوعية الحياة. مثل تناول الطعام الصحي أو ممارسة الأنشطة المحببة له.
- الرعاية المتكاملة: تقدم خدمات التمريض المنزلي الرعاية الجسدية والعاطفية معًا. لذلك، يمنح الممرضون المرضى الدعم المطلوب لإدارة صحتهم.
- دعم التأهيل بعد العمليات: يمتلك الممرض المنزلي الخبرة الكافية للمساعدة في علاج وتأهيل المرضى بعد العمليات الجراحية، مما يسهل عملية التعافي.
قصة نجاح: لنأخذ قصة شخص تم نقله إلى رعاية منزلية بعد إجراء عملية جراحية. بفضل تقديم الرعاية المنزلية، تمكن المريض من استعادة نشاطه خلال فترة زمنية قصيرة. خلال فترة التمريض، قام الممرض بتوجيهه لممارسة العلاج الطبيعي، الذي ساعده في استعادة قوته بشكل أسرع. عادت عائلته لرؤيته يتحرك بشكل أفضل في بيئته المريحة، مما زاد من جودة حياته وشعوره بالراحة.
في الختام، تعد فوائد التمريض المنزلي متعددة، حيث لا يُعزز فقط من جودة الرعاية المقدمة، بل يضمن أيضًا تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالإقامة في المستشفيات. من خلال توفير بيئة داعمة ومريحة، يتحسن شعور المرضى مما يسهم في تقوية الروابط الأسرية والتركيز على الصحة البدنية والعقلية. تعتمد العديد من الأسر الآن على هذه الخدمات للتمتع بجودة حياة أعلى لأحبائهم، مما يجعل التمريض المنزلي جزءًا حيويًا من منظومة الرعاية الصحية الحديثة.
تاريخ تطور التمريض المنزلي
بدايات مهنة التمريض المنزلي
تاريخ التمريض المنزلي يعود إلى قرون مضت، عندما كان الأفراد يعتمدون على أسرهم ومجتمعهم لتقديم الرعاية الصحية. منذ العصور القديمة، كانت الرعاية الصحية تُقدم في المنزل، حيث اعتبرت العناية بالأشخاص المرضى مسؤولية أفراد الأسرة أو القريبات، بما في ذلك الوالدين والأطفال.
في العصور المختلفة، ظهرت الحاجة إلى وجود شخص مدرب بشكل أفضل لتقديم الرعاية. ومع ازدحام المستشفيات، تزايد الإقبال على فكرة الرعاية المنزلية، وأصبح من الضروري تشكيل أدوار مهنية محددة لتلبية احتياجات المرضى.
بعض النقاط المهمة في بدايات التمريض المنزلي تشمل:
- العناية البدائية: كان هناك إعتماد كبير على المهارات التلقائية المُكتسبة عبر الخبرة دون وجود برامج تدريب منظمة.
- الاهتمام بالمرضى: كان من المتوقع من ذوي المريض تقديم الرعاية اللازمة، كإعطاء الأدوية، والمساعدة في تغذيته.
- حب المهنة: الكثير من النساء (رغم أن القليل من الرجال كانوا ينخرطون في هذه المهنة) استجابوا لنداء الرعاية والصحة، وقدموا أنفسهم كمسؤولين عن صحة الآخرين.
استمر هذا النمط في التطور حتى ظهرت مراكز التمريض المتخصصة في أوائل القرن العشرين، وهذا ساعد في تقديم الرعاية بجودة أعلى وزيادة الوعي بأهمية التدريب والتأهيل للممرضين.
تطور العمل التمريضي في المنازل
مع مرور الزمن وتغير الظروف الاجتماعية والاقتصادية، شهدت مهنة التمريض المنزلي تطورًا كبيرًا. إذ أصبح التمريض المنزلي مهنة معترف بها ذات متطلبات وتعليم محدد.
أصبحت مهنة التمريض المنزلي تشمل:
- تأهيل خاص: استخدام التدريب المهني لتهيئة الأفراد ليكونوا ممرضين منزليين معتمدين. حيث تتطلب المدارس وبرامج التمريض الجنسي تأهيلًا عاليًا وفهم كافٍ للممارسات الطبية.
- تخصصات متعددة: بداية من رعاية كبار السن، إلى إعطاء العلاجات الخاصة للأمراض المزمنة، تطورت مهنة التمريض لتشمل مجالات متنوعة مثل رعاية الأطفال والنساء الحوامل، ورعاية المرضى بعد العمليات الجراحية.
- تقديم العناية المرنة: في عصرنا الحالي، تقدم خدمات التمريض المنزلي مجموعة من الخيارات التي تشمل خدمات الرعاية المؤقتة والدائمة، مما يتيح للمرضى الاختيار بناءً على احتياجاتهم الخاصة.
- استخدام التكنولوجيا: أصبحت التقنيات الحديثة جزءًا لا يتجزأ من العمل اليومي للممرضين في المنازل، باستخدام الأجهزة الطبية والتطبيقات لمراقبة حالة المرضى عن بُعد.
- رعاية فردية: يركز التمريض المنزلي على توفير رعاية متخصصة واهتمام فردي، مما يساهم في تعزيز جودة الحياة الصحية للمرضى والأسر.
قصة نجاح حديثة: دراسة حالة عائلة استخدمت خدمات التمريض المنزلي بعد خروج جدهم المريض من المستشفى توضح كيف أدى توفر الممرضة المنزلية إلى تحسين نوعية حياتهم. قامت الممرضة بتعليم الأسرة كيفية إدارة الجهاز التنفسي الخاص بالجد، وتقليل القلق المتعلق بحالته الصحية. هذه التجربة جعلت الأسرة تشعر بالاطمئنان وأعطت لهم الثقة بأن جدهم بحالة جيدة، وهو ما يعكس التحول الهائل في نظرة المجتمع تجاه مهنة التمريض المنزلي.
إجمالاً، فإن مهنة التمريض المنزلي قد تطورت من حيث الفهم، الدقة، والاحترافية. أصبحت الآن جزءًا أساسيًا من نظام الرعاية الصحية، مؤكدة على أهمية العناية الصحية في المنازل كخيار قابل للتطبيق للأفراد الذين يحتاجون إلى دعم فعال في بيئتهم المعتادة. تقدم هذه التطورات خدمات تمريض منزلي أكثر احترافية وراحة، تحقق الرضا للأسر وتضمن راحة المرضى.
التحديات التي يواجهها التمريض المنزلي
نقص الكوادر التمريضية المؤهلة
يُعد نقص الكوادر التمريضية المؤهلة أحد أبرز التحديات التي تواجه مهنة التمريض المنزلي. رغم أن الطلب على خدمات التمريض المنزلي في تزايد مستمر، إلا أن هناك فجوة واضحة بين الحاجة إلى الممرضين والتوافر الفعلي لهم.
عوامل متعددة تساهم في هذه الفجوة، منها:
- نقص التعليم والتدريب المناسب: يواجه الكثير من خريجي كليات التمريض مشكلات في الحصول على فرص تدريب عملية في المؤسسات الصحية الموثوقة. التخرج بدون التدريب الكافي يؤثر على مستوى المهارة والكفاءة في تقديم الرعاية الصحية.
- الافتقار إلى الحوافز الجيدة: تعتبر رواتب الممارسين في مجال التمريض المنزلي عادةً أقل من توظيفهم في المستشفيات. مما يؤدي ذلك إلى نفور الممرضين من العمل في هذا المجال.
- معدل الاستنزاف العالي: التحديات النفسية والبدنية المرتبطة بالعمل في التمريض يمكن أن تؤدي إلى استنزاف الممارسين واستقالتهم. ظروف العمل غالبًا ما تكون صعبة، مما يزيد من معدل الدوران بين الممرضين.
- قلة الوعي بالتمريض المنزلي: عدم تقدير الدور الحيوي الذي يمارسه الممرضون المنزليون في المجتمع. حيث أن الكثير من الناس يعتبرون أن الرعاية المنزلية ليست بقيمة توازي الرعاية في المستشفى.
قصة شخصية: تجربة إحدى الممرضات التي تعمل في مجال التمريض المنزلي تكشف كيف أن متطلبات وتعقيدات الرعاية المنزلية قد تشكل ضغطًا كبيرًا: فقد بدأت العمل كمربية تمريضية لأنها أرادت تقديم العناية للمسنين بالحب والرعاية. لكن، ومع مرور الوقت، واجهت ضغوطات بسبب العمل بمفردها وتغطية حالات متعددة. كانت ترغب في التواصل مع زملائها للبحث عن حلول، لكن نقص الفرق أثّر على قدرتها على تقديم الرعاية بشكل فعال.
الحل يكمن في زيادة الاستثمار في التعليم والتدريب وإنشاء حوافز ملائمة لجذب الممارسين ذوي الكفاءة إلى مجال التمريض المنزلي. مما سيعمل على تحسين مستوى الرعاية المقدمة وتعزيز الشعور بالراحة للمرضى وأسرهم.
صعوبة الوصول إلى بعض المناطق النائية
من التحديات الأخرى التي تواجه مهنة التمريض المنزلي هي صعوبة الوصول إلى بعض المناطق النائية. بينما تتركز الخدمات الصحية في المناطق الحضرية، فإن القرى والبلدات البعيدة غالبًا ما تفتقر إلى هذه الخدمة.
أسباب هذه الصعوبات تشمل:
- البنية التحتية الضعيفة: العديد من المناطق الريفية تعاني من ضعف البنية التحتية، بما في ذلك الطرق السيئة، مما يجعل الوصول إلى هذه المناطق تحديًا كبيرًا للممرضين. كما أن الظروف المناخية قد تقيد التنقل.
- نقص الموارد: تعاني الكثير من هذه المناطق من نقص في المرافق الصحية والأدوات اللازمة لتقديم الخدمات التمريضية، مما يشكل عائقًا أمام تقديم الرعاية اللازمة.
- قلة السكان والممارسين: في بعض الأحيان، تكون المناطق النائية قليلة السكان، مما يعنى أن الممارسين قد يجدون صعوبة في التواجد هناك بسبب عدم وجود عدد كافٍ من المرضى لضمان الاستمرارية في العمل.
تجربة واقعية: شهادات من ممارسين في مجال التمريض المنزلي تكشف التحديات في مناطق نائية. حيث يروي أحد الممارسين كيف كان يقوم بجولات أسبوعية لتقديم الرعاية للمسنين لكنه كان يواجه صعوبات في الوصول إلى بعض القرى النائية. وكان التركيز على تقديم الرعاية بالنسبة لمن هم في حاجة ملحة أمرًا مهمًا، ولكنه كان يحتاج إلى سفر طويل مع قلة وسائل النقل.
ومن أجل التغلب على تلك الصعوبات، من المهم أن تتعاون شركات التمريض المنزلي مع السلطات المحلية لتوفير الدعم والبنية التحتية اللازمة. قد يكون من الممكن أيضًا توفير دورات تدريبية مرنة للممارسين بحيث يعملون في هذه المناطق بجدول زمني يناسب احتياجاتهم.
في نهاية المطاف، تعد التحديات التي تواجه التمريض المنزلي جزءًا من التطور المستمر في هذا المجال. مع التركيز على توفير الدعم الكافي للكوادر البشرية والتحسين المستمر في البنية التحتية، يمكن تحقيق نتائج إيجابية تساهم في تحسين رعاية المرضى وتعزيز مستوى الحياة للمسنين. эн
هذه الجهود، بالإضافة إلى تعزيز الوعي بأهمية التمريض المنزلي، يمكن أن تساهم في سمعة هذه الخدمة وجذب المزيد من الممارسين المدربين لتلبية الطلب المتزايد.
دور التمريض المنزلي خلال الأوبئة
دور التمريض المنزلي أثناء جائحة كوفيد-19
أظهرت جائحة كوفيد-19 أهمية كبيرة لدور التمريض المنزلي، حيث وفرت هذه الخدمة الدعم والرعاية للعديد من المرضى دون الحاجة إلى الذهاب إلى المستشفى، مما ساهم بشكل كبير في تقليل الضغط على النظام الصحي. حينما كانت المستشفيات تشهد ارتفاعًا كبيرًا في عدد الحالات، أصبح التمريض المنزلي خيارًا مثاليًا لتوفير الرعاية الطبية للمرضى الذين كانوا يعانون من أعراض خفيفة أو أولئك الذين كانوا بحاجة إلى متابعة طبية.
أهمية دور التمريض المنزلي خلال الجائحة:
- إدارة الحالات البسيطة: تمكن الممرضون المنزليون من تقديم الرعاية اللازمة للمصابين بكوفيد-19 الذين لم يكونوا بحاجة إلى دخول المستشفى. حيث أتيح لهم فرصة مراقبة الأعراض والتأكد من عدم تفاقمها.
- تقديم الدعم النفسي: الممرضون لم يقدموا فقط الرعاية البدنية، بل ساهموا أيضًا في تقديم الدعم المعنوي للمرضى وعائلاتهم، مما ساعد في تخفيف القلق والتوتر الناجم عن الجائحة.
- تنظيم الجولات الصحية: ساهموا في تنظيم خدمات الرعاية، وتوجيه المرضى حول كيفية التباعد الاجتماعي وأهمية النظافة الشخصية. كانوا معلمين لهم في كيفية الحفاظ على صحتهم.
- توفير الأدوية والعلاج في المنزل: زود الممرضون المرضى بالأدوية اللازمة في منازلهم، مما عزز فكرة الرعاية الدائمة من دون الحاجة للذهاب إلى المستشفيات.
تجربة شخصية: تروي إحدى المريضات كيف أن ممرضة منزلية زارتها يوميًا خلال فترة إصابتها بكوفيد-19. كانت الممرضة تتحقق من مستوى الأكسجين وتنظّم مواعيد تناول الأدوية. تقول: “كنت أشعر بالقلق، لكن وجود المربية بجواري ساعدني في الشعور بالأمان. كانت تسألني كل يوم كيف أود أن أتحدث عن حالتي، وهذا جعلني أرى الجائحة بشكل أقل رعبًا.”
تحديات تقديم الرعاية الصحية في المنازل أثناء الأوبئة
على الرغم من الفوائد الكبيرة للتمريض المنزلي أثناء الأوبئة، إلا أنه يواجه أيضًا مجموعة من التحديات التي تؤثر على جودة الخدمات المقدمة. فوجود تحديات قد تعيق تقديم الرعاية الصحية الفعالة للمرضى.
التحديات تشمل:
- نقص الموارد: في بعض الأحيان قد يعاني الممارسون من نقص في المعدات الطبية الأساسية، مثل أجهزة قياس الأكسجين أو الأدوية الأساسية، مما يعيق القدرة على تقديم الرعاية المثلى.
- تفشي العدوى: يمكن أن يواجه الممرضون خطر التعرض للعدوى أثناء تقديم الرعاية للمرضى، مما يزيد من الإجراءات الاحترازية المطلوبة عند زيارة المرضى. هذا الأمر يتطلب منهم الاهتمام حتى بأدق التفاصيل لتفادي أي عدوى.
- ضغط العمل: مع تزايد الطلب على خدمات التمريض المنزلي، يواجه الممارسون ضغطًا متزايدًا في العمل. قد يتطلب الأمر العمل لساعات طويلة، مما يؤثر على جودة الرعاية.
- حاجة المجتمع للمزيد من الوعي: رغم دورها الهام، إلا أن المجتمع لا يزال بحاجة إلى زيادة الوعي بفوائد التمريض المنزلي، وزيادة الاعتراف بساعات العمل التي يتطلبها تقديم الرعاية.
تجربة أحد الممارسين: يسرد أحد الممارسين في مجال التمريض المنزلي كيف واجه صعوبة في المواد الأساسية، حيث قال: “كنا نستقبل طلبات يومية من العائلات، لكن في بعض الأحيان لم يكن لدينا كل ما يلزم لتلبية تلك الطلبات. كان علينا العمل بجد لتوفير ما يحتاجونه. كانت الأوقات صعبة، لكننا تمسكنا بمهمتنا.”
في المجمل، أثبتت أزمة كوفيد-19 أن التمريض المنزلي هو عنصر حيوي في تقديم الرعاية الصحية. وعلى الرغم من التحديات، فقد أظهرت هذه الخدمة قوتها وقدرتها على adapt من أجل توفير الرعاية اللازمة في أصعب الأوقات. مع استمرار الحديث عن الأوبئة، من الضروري أن ندرك أهمية استثمار المزيد من الموارد في التمريض المنزلي وتوعية الجمهور بأهميته.